کد مطلب:240970 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:120

شاهدة بغرائزها أن لاغریزة لمغرزها
روی الصدوق خطبة الرضا علیه السلام المطولة فی التوحید منها كلمة «بتجهیره الجواهر عرف أن لاجوهر له». [1] و إلیك المتصل بالكلمة مباشرة:

«و بمضادته بین الأشیاء عرف أن لاضدله، و بمقارنته بین الأمور عرف أن لاقرین له، ضاد النور بالظلمة، و الجلایة بالبهم، و الجف بالبلل، و الصرد بالحرور، مؤلف بین متعادیاتها، مفرق بین متدانیاتها، دالة بتفریقها علی مفرقها،و بتألیفها علی مؤلفها، ذلك قوله تعالی: «و من كل شی ء خلقنا زوجین لعلكم تذكرون». [2] ففرق بینهما قبل و بعد؛ لیعلم أن لا قبل له و لابعد، شاهدة بغرائزها [3] أن لاغریزة لمغرزها...». [4] .

للخطبة شرح مرهون بوقته و البحث هنا حول قوله علیه السلام: «شاهدة بغرائزها أن لاغریزة لمغرزها» قال: ثم قال: «و بمضادته...» و ذلك لأنه تعالی لما دلنا بالعقل علی أن الأمور المتضادة إنما تتضاد علی موضوع تقوم به و تحله كان قد دلنا علی أنه تعالی لاضد له، لأنه یستحیل أن یكون قائما بموضوع یحله كما تقوم المتضادات بموضوعها. [5] قال الشارح: و ذلك لأنه تعالی قرن بین العرض و الجوهر، بمعنی استحالة انفكاك أحدهما عن الآخر و قرن بین كثیر من الأعراض نحو ما یقوله أصحابنا فی حیاتی القلب و الكبد [6] .

الغرائز واحدها الغریزة: و هی الطبیعة و القریحة [7] یستحیل وجودها فیه تعالی



[ صفحه 297]



للزوم الإضمار بدلیل قول أمیرالمؤمنین علیه السلام: «المنشی ء أصناف الأشیاء بلا رویة فكر آل إلیها، و لاقریحة غریزة أضمر علیها، و لاتجربة أفادها من حوادث الأمور...». [8] كما یضمر أحدنا إذا أراد شیئا و ذلك نقص بین؛ لأنه افتقار ظاهر منفی عن الله جل جلاله بل خلقه إبداع بلا سبق إرادة علی الإطلاق و إنما یخلق الشی ء لامن شی ء، لامن لاشی ء، و لا من شی ء جاء التصریح بذلك فی حدیث باقری رواه الصدوق: «فقال السائل: الشی ء خلقه من شی ء أو من لاشی ء؟ فقال: خلق الشی ء لامن شی ء كان قبله و لو خلق الشی ء من شی ء، إذا لم یكن له انقطاع أبدا و لم یزل الله إذا و معه شی ء و لكن كان الله و لاشی ء معه...» [9] .



[ صفحه 298]




[1] حرف الباء مع التاء.

[2] الذاريات: 49.

[3] هكذا في النسخة بدون «علي».

[4] عيون أخبار الرضا 125:1.

[5] شرح النهج 73:13، الخطبة 232.

[6] المصدر.

[7] مجمع البحرين في (غرز) و كما قال المعتزلي في شرح قول أميرالمؤمنين عليه السلام: «و غرر غرائزها» النهج 78:1، الخطبة 1: و قوله: «وغرر غرائزها» المروي بالتشديد، و الغريزة الطبيعة، شرح النهج 81:1.

[8] النهج 416:6، الخطبة 90.

[9] التوحيد 67.